بقلم محمد فاضل
المنامة 2-1-2011 (ا ف ب) – تعتبر عازفة البيانو البحرينية الشابة نور القاسم الفائزة بالجائزة الاولى في مسابقة فيينا العالمية للبيانو هذا العام، ان الفن هو الطريق الى الديموقراطية واداة بديلة للتواصل مع الناس وبينهم.
وقالت القاسم في مقابلة مع وكالة فرانس برس بعد احيائها مع العازف اللبناني وسيم قيسي حفلا بالمنامة بمناسبة الذكرى المائتين لميلاد المؤلف البولندي شوبان “اعتقد ان الموسيقى والفن عموما لغة حوار وقدرة بديلة للتواصل مع الناس”.
واضافت “ايقنت ذلك تماما في العام 2001 مع بدء التحولات الديموقراطية في البحرين (..) هذه القناعة هي التي حسمت قراري في ذلك العام لدراسة الموسيقى في النمسا والتفرغ لها بعد ان كانت بالنسبة لي هواية بدأت منذ الصغر”.
وفي بطاقة نور التي استقطبت جمهورا غفيرا غصت به الصالة الثقافية في المنامة، علامات نبوغ مبكر في العزف على البيانو الذي بدأت تداعب اوتاره منذ كانت طفلة في الرابعة من عمرها “بتأثير الوالدين، اذ كانت الموسيقى موجودة في المنزل على الدوام”.
واضافت “ان والدي كان يهوى سماع اغنيات وموسيقى فريد الاطرش وكنت اعزف هذه الاغنيات لانها كانت تتردد في المنزل”.
وتابعت “كان لوالدتي دور في تشجيعي لدراسة الموسيقى (…) بدأت اتلقى دروسا في +المعهد الكلاسيكي+ في الثمانينات وعمري 10 سنوات (…) شاركت في حفلات للمعهد ضمن مهرجان البحرين للموسيقى”.
وقالت موضحة “بدايتي الحقيقية كانت مع فعاليات ادارة الثقافة بوزارة الاعلام حيث قدمت اول حفلة عامة مع استاذتي البلغارية رومينا جانوفا في العام 1998 (…) حتى ذلك الحين كنت في الثانوية العامة ولم افكر في احتراف الموسيقى (…) شاركت بعدها في مهرجان البحرين للموسيقى حيث دعيت للعزف مع فرقة الاتحاد الاوروبي عام 2000”.
بعد ذلك العام، تلقت نور العديد من الدعوات للمشاركة في مهرجانات خارج البحرين بعد فوزها بالجائزة الاولى في مسابقة وزارة التربية والتعليم للموسيقى وابرزها مهرجان الفنون في العاصمة الاردنية عمان.
واضافت “كنت في ذلك الحين في عامي الاخير بالمدرسة وتخرجت من القسم التجاري بامتياز (…) حصلت على بعثات عديدة ودرست ادارة الاعمال والقانون التجاري في لندن والجامعة الكندية في البحرين وعملت في شركات عديدة (…) لكنني بعد فترة من العمل قررت ان ادرس الموسيقى لانني اقتنعت ان الموهبة وحدها لا تكفي ولابد من تطويرها”.
وتابعت “كان العام 2001 عام التحول بالنسبة لي (…) الاجواء التي اشاعتها الاصلاحات في البحرين عززت قناعتي بان الموسيقى والفن عموما هي الطريق الى الديموقراطية (…) في ذلك العام حسمت امري وقررت ان ادرس الموسيقى فالتحقت بكونسرفتوار فيينا (النمسا) للموسيقى والدراما”.
وشرحت نور قناعتها حول الموسيقى والديموقراطية بالقول “ان عددا من الفنانين العظام اوصلوا للناس ما يريدون قوله من افكار ومبادىء من خلال الموسيقى” موضحة “انظر الى الروسي ديمتري شوستاكوفيتش مثلا الذي تحدى استبداد ستالين بموسيقاه”.
وتابعت “الفن هو الطريق الى الديموقراطية لانه ابداع وحرية تعبير بالدرجة الاولى (…) كل الفنون هي طريق للتقدم سواء كانت العمارة مثلا التي خلفت مباني جميلة تتم المحافظة عليها لقيمتها الفنية العالية او الفن التشكيلي او غيرها من الفنون”.
لكن القاسم التي تقيم في فيينا لمتابعة دراساتها العليا، اشتكت من “تدني الوعي الفني في الشرق عموما” موضحة “ان مشكلتنا هنا في الشرق ان الفارق بين التسلية والثقافة معدوم”، مضيفة “ان ما نراه على الفضائيات هو ترفيه وليس ثقافة”.
وتعتزم هذه العازفة الموهوبة التي الهبت حماس جمهورها في امسية شاعر البيانو، افتتاح مدرسة للموسيقى في البحرين العام 2011 بالتعاون مع كونسرفتوار فيينا للموسيقى والدراما الذي درست فيه “فهذه هي الطريقة الوحيدة لتعميم ونشر الموسيقى الراقية على اسس اكاديمية” وفق تعبيرها.
ولفتت نور القاسم الانظار منذ بضع سنوات في البحرين، عندما احيت عددا من امسيات العزف على البيانو بمصاحبة فرق موسيقية بحرينية واجنبية اضافة الى امسيات في اسبانيا وامسيتين بمقر اليونسكو في باريس وامستردام واسطنبول وزوريخ والفيليبين وفازت بالعديد من الجوائز التقديرية لعزفها اللافت على البيانو.
وفي هذا العام، نالت الجائزة الاولى لمسابقة فيينا العالمية للبيانو حيث كانت المتسابقة العربية الوحيدة في تاريخ هذه المسابقة العريقة.
وكتبت عنها صحيفة “هويته” النمسوية ان “هذه المرأة تتمتع بحس موسيقى ولمسات شوبان الجميلة على البيانو، بالامكان دراسة الموسيقى في اشهر اكاديميات الموسيقى بالعالم، لكن يستحيل دراسة اللمسات الخاصة للبيانو”.
لمزيد من الاطلاع، بامكانكم زيارة الموقع الشخصي لـنور القاسم:
http://nooralqassim.wixsite.com/noor-al-qassim