“سنقدّم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو”
*نادر كاظم
الأعداء، في حياتنا، مثل المرض، جزء من حياتنا، وشرّ نصطدم به بالرغم من أننا نحرص على تجنبه والهروب منه. ومع هذا، فإن الحروب هي أفضل بيئة لصنع العدو، وهي التربة الخصبة لتحويل البشر العاديين والأسوياء إلى أعداء ألداء وأشرار أوغاد، وعلى نحو يكون من الصعب جداً تجنبه والفرار منه.
وحسب تعبير إيمانويل كانط فإن “الحرب سيئة لأنها تخلق من الأشرار أكثر مما تزيل”. نعم، قد يوجد عدو من دون حرب، إلا أنه لا وجود لحرب من دون عدو، فالحرب تندلع بين أعداء أو هي من تتولى مسؤولية تحويلهم إلى أعداء كتكتيك لإثارة الحماسة القتالية. ولكن لماذا العدو أصلاً في الحرب أو من دونها؟
بعد سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة خرج ألكسندر أرباتوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس السوفيتي الآسبق ميخائيل غورباتشوف، ليخاطب الغرب (الأمريكيين والأوروبيين) بهذا القول: “سنقدّم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو”. فما الذي يحصل لدولة كبرى وتفيض بتسليحها عندما يختفي عدوها الحقيقي والكبير؟ إنها إما أن تكون مهددة بالتفكك وارتخاء تماسكها الصلب وانطفاء تحفزها النشط وإما أن تبحث لها عن عدو آخر، حتى لو كان عدواً وهمياً ومتخيّلاً. ليكن هذا العدو هو “الإرهاب الدولي” أو “الإرهاب الإسلامي” أو “محور الشر” أو أي شيطان رجيم على وجه الأرض، المهم أن يكون ضخماً ومرعباً ليستحق أن يكون في هذه المكانة: عدو القوة الكبرى.
أما حقيقة ما تفعله هذه القوة الكبرى فهو أنها تصنع عدوها صنعاً، وتختلقه اختلاقاً. فالعدو، في مثل هذه الحالات، يكون حاجة ضرورية ولا غنى عنه؛ لأنه يقدم لنا خدمات مهمة اجتماعياً وسياسياً وحتى نفسياً. ولكن لماذا العدو؟ يقدّم لنا إمبرتو إيكو مثالاً كاشفاً لهذه الحالة، وهي حالة الدولة الروسية القيصرية أواخر القرن التاسع عشر، حيث يلتقي سيمون سيمونيني، بطل رواية “مقبرة براغ”، براشكوفسكي، رجل المخابرات الروسية القيصرية، بغرض الاتفاق على كتابة وثيقة مختلقة عن اجتماع متخيل عُقد في مقبرة براغ، وضمّ حاخامات يهود كبار اجتمعوا ليخططوا سراً لمؤامرة يهودية جهنمية من أجل الهيمنة على العالم، ونشر الأوبئة في أرجائه، والسيطرة على ذهبه واقتصاده وإعلامه. وبالفعل تمت كتابة هذه الوثيقة المزوّرة “بروتوكولات حكماء صهيون” بغرض شيطنة اليهود. ولكن لماذا تعمد الدولة الروسية إلى صنع عدو مصطنع مثل اليهود؟ يجيب راشكوفسكي: “يجب أن يكون هناك عدو لنعطي الشعب أملاً”، ونحوّل غضبه كيلا يتوجّه نحو قيصر روسيا” كما أن “معنى الهوية يقوم على الكره، كره من هو غير مماثل. ينبغي تنمية الكره كعاطفة مدنية (…) يجب أن يوجد دائماً هناك أحد نكرهه لكي نجد لأنفسنا ما نبرّر به بؤسنا الخاص”.
هل تكمن المشكلة في العدو؟ أم في مكان آخر؟ في الهوية مثلاً بحكم أن العدو حاجة ضرورية للهوية؛ لأنه من الصعب أن تستقيم الهوية من دون وجود “الآخر/العدو”. قد يرفض معظمنا، لأول وهلةٍ، مثل هذا الربط بين العدو والهوية، بل إن فرويد، في هذه المناظرة، يطرح الهوية كإحدى تجليات الغريزة الجنسية (غريزة البقاء) التي يمكن أن تنشيطها لتعمل ضد غريزة التدمير.
كان فرويد يتناول الهوية كتعبير عن “الروابط العاطفية” و”الاهتمامات المشتركة” بين الناس، إلا أنه لم يغفل عن هذه الحقيقة: إن هذه الروابط العاطفية بين جماعة من الناس لا تتم إلا على حساب الآخرين (الأغيار) ممن هم خارج الجماعة. لا يصل فرويد إلى حدّ التعبير الذي يقول بأن في الهوية، كل هوية، نزعة عدوانية وقتالية كامنة، إلا أنه لم يكن بعيداً عن هذه الحقيقة. وهو موضوع اهتممت به في كتابيّ “خارج الجماعة” و”لماذا نكره؟”، لكني هنا سأعمد إلى تذكيركم بكتاب أمين معلوف عن “الهويات القاتلة”، وبكتاب أمارتيا صن عن “الهوية والعنف”. الهوية تقتل، وتقتل بلا رحمة وبدم بارد وبضمير مرتاح. هذا ما يقوله أمين معلوف وأمارتيا صن وآخرين، بمعنى أن للهوية قدرة – إذا ما توافرت لها الشروط اللازمة – على تحويل البشر من أناس عاديين وأسوياء إلى قتلة أو “أنصاف قتلة”. وقد تصور أمين معلوف وأمارتيا صن أن الحل يكمن في تخليص الهوية من نزعتها القتالية والعدوانية. ويتأتّى ذلك بتحريك الانتماءات المتنوعة أو الهويات المتعددة الكامنة داخل كل هوية، وبتجاوز المقاربة الانعزالية والحتمية التي تختزل التنوع في انتماء مفرد وحتمي.
إلا أني أتصور أن المشكلة تكمن في الهوية بحد ذاتها من حيث إنها تقوم أساساً على اختزال الفرد – وهو الكيان البشري الحقيقي من لحم ودم – في كيانات جماعية أكبر من الفرد قائمة على الدين والقومية والوطن والطائفة والأيديولوجيا وغيرها. وهي كيانات مجردة، إلا أنها تتطلب الكثير من الأفراد، وتوضع دائماً في مكانة أسمى من الفرد، بل هي تتعامل مع الفرد على أنه رقم من الأرقام أو ترس في ماكينتها الضخمة. تتبدى هذه الكيانات الجماعية أمام أفرادها وكأنها هي ولية النعمة؛ ولهذا ينبغي تقديم قرابين الطاعة والخضوع والولاء لها باستمرار.
قلت، قبل قليل، بأن الهوية تقوم، في جوهرها، على نزعة قتالية متجذرة، وعليّ الآن أن أقدّم تفسيراً مقنعاً لذلك. إلا أن علينا أن نتفق أولاً على هذه المقولات الأولية: الهوية مسألة تصنيف بيننا وبين الآخرين، وأن الهوية، كمقولة تصنيفية، تتأسس على تلك المسافة الواقعية أو المتخيلة بيننا وبين الآخرين، وأنه لا وجود لهوية من دون هذه المسافة؛ لأن هذه المسافة هي التي تؤمّن للبشر أن يشعروا بالأمان والاطمئنان في العيش مع مثيلهم، كما أنخها هي المسؤولية عن الشعور بالنفور من الآخر إلى درجة أنه يمكن تصفيته دون أن يشعر أحدنا بأدنى تأنيب للضمير، وحتى دون أن يرفّ لأحدنا جفن. فريدريك نيتشه، من جهته، كان على وعيٍ تام بفعالية هذه المسافة، وراحة الضمير التي تؤمنها لأصحابها، فـ”الإحساس الوراثي لدى الأعلى مقاماً بأن له حقوقاً أسمى يجعله لا مبالياً ومرتاح الضمير، بل إننا جميعاً، حين يكون الفرق شاسعاً بيننا وبين كائن آخر، نفقد أدنى إحساس بالظلم ونقتل ذبابة مثلاً دون أي تبكيت للضمير”.
فالمسألة إذن لا تتعلق بالنزعة القتالية والعدوانية التي تفقد الهوية، بفضلها، “أدنى إحساس بالظلم والقتل” الذي ترتكبه بحق أبناء الهويات الأخرى، بل إن المسألة تتعلّق بالمسافة التي تخلق “الفرق الشاسع” بيننا وبين الآخرين. وهذه المسافة هي التي تؤمن لنا راحة البال وغفوة الضمير حين نمارس الظلم أو القتل بحق الآخرين، فنقوم بذلك كما لو كنا نقتل ذبابة أو ندهس نملة. كان الهوتو، في الإبادة الجماعية البشعة في راوندا منتصف تسعينات القرن العشرين، يسمون التوتسي بـ”الصراصير”. إن عملية تشييء الإنسان أو “حيونته” خطوة أولى لارتكاب أبشع الجرائم في حقه، إلا أنها خطوة ليست كافية، لأننا لا نرتكب مثل هذه الجرائم في حق الحشرات والصراصير، بمعنى أنك لن تجد أحداً من البشر الأسوياء يمثّل بحشرة أو يستمتع بتقطيع أوصال حمار. ما معنى هذا؟ معناه أن وحشية البشر تجاه البشر إنما تكتسب معناها من كونهم بشراً لا حيوانات، أي من كون الضحايا يمثلون الآخر البغيض الذي نكرهه، ونستهدف كسر شوكته، وإخضاع إرادته، والدوس على كرامته. أي إننا نستهدف الجانب الإنساني فيه تحديداً.
تقوم الهوية، أساساً، على هذه المسافة، الأمر الذي يعني أن النزعة القتالية والعدوانية مقوم أساسي من مقومات أية هوية، وأنه لا سبيل لانتزاع العدوانية من الهوية إلا عبر تذويب المسافة التي تجعل الفرق شاسعاً بيننا وبين الآخرين. وتذويب المسافة قد يقضي على “الوحش” الكامن في كل هوية، إلا أنه سيقوّض الهوية ذاتها، الهوية كآلية تصنيف وترسيم للحدود بيننا وبينهم.
في كل هوية وحش نائم ومتربّص، وهو على أهبة الاستعداد لتحويل الهوية المسالمة ظاهرياً إلى هوية قاتلة ومتوحشة. كان نيتشه يتحدث عن وسيلة يراها “وسيلة سلم حقيقي” بين البلدان والدول. وكان يرى أن السلام القائم الآن بين الدول سلام هشّ وغير حقيقي؛ لأنه في الحقيقة “سلام مسلّح”، بمعنى أن كل دولة تمتلك جيشاً تتعهده “لتلبية رغبة محتملة في القيام بغزو” بلد آخر. صحيح أن كل الدول تزعم أنها تتعهد جيشها وتعده لأغراض الدفاع الشرعي عن النفس ضد أي عدوان خارجي يستهدفها. وهذه، بحسب نيتشه، “سمة من سمات اللاإنسانية، خطرة مثل الحرب، بل أخطر منها؛ لأنها تشكل في الواقع حثّاً على الحرب، سبباً للنزاع، مادامت تعزو (…) اللاأخلاقية إلى الجار وبذلك يبدو أنها تثير العداوة في مشاعره وأفعاله”. والخلاصة أن وجود الجيوش يعني أن الحروب ممكنة وواردة في أي وقت.
إننا أمام الوضعية ذاتها التي تحدث عنها توماس هوبز حين اعتبر الحرب حصيلة أمرين: القتال الفعلي، وحالة الاستعداد المعلوم لهذا القتال. وبحسب هوبز فإن البشر من دون سلطة مشتركة (أي دولة)، يكونون في حالة حرب باستمرار. مع ضرورة الانتباه إلى أن هذه الحرب ليست فعل القتال ذاته وحسب، فهي لا تختصر في معركة المواجهة الدموية الفعلية بين الجميع ضد الجميع، بل هي تنسحب على حالة “الاستعداد المعلوم لهذا القتال”. وزمن السلم، بحسب هوبز، هو الزمن الذي ينتفي فيه القتال الفعلي و”الاستعداد المعلوم” لهذا القتال. أما الحل الذي يقترحه نيتشه والوسيلة التي يراها أجدى لتحقيق “السلام الحقيقي” فتقع على الضد من اقتراح هوبز الذي يرى أن الحل يكمن في وجود دولة بسلطات مطلقة، دولة هي من “جيل اللوياثان الكبير أو بالأحرى (ومن باب الحديث بمزيد من الوقار) هذا الإله الفاني الذي ندين له بالسلام والدفاع”. على الضد من هذا يذهب نيتشه إلى حل ينتهي بـ”تدمير السلاح”، و”تدمير القوات المسلحة تدميراً”، وتخلي الدولة عن جيشها وأسلحتها “بدافع سمو الإحساس”. إنه يكمن في تدمير الدولة الهوبزية تحديداً. والحال هو هو مع الهوية حيث لا سبيل لتخليص الهويات من توحشّها إلا بالقضاء على الوحش النائم فيها، إلا أن القضاء على هذا الوحش يعني القضاء على الهوية ذاتها.
لقد توصّل إيمانويل كانط، قبل نيتشه، إلى أن البديل الممكن أمام البشر لتحقيق السلام الدائم، يكمن في مشروع للسلام الدائم بين الدول والشعوب، وهو أشبه بعقد اجتماعي بين الدول والشعوب (لا داخل الدولة الواحدة)، بحيث تتفق جميع الدول على وضع حدّ للمنازعات والحروب والعدوان. وبالنسبة إلى كانط فإن هذا المشروع كفيل بالقضاء على جميع أسباب الحروب في المستقبل. وتضمن مشروع كانط المقترح لتحقيق سلام دائم بين الدول، في مواده التمهيدية، على مادة (المادة الثالثة) تقول: “يجب أن تلغى الجيوش الدائمة إلغاء تاماً على مرّ الزمان”؛ والسبب أن هذه الجيوش تعني التأهب الدائم للقتال وتهديد الدول الأخرى بالحرب على نحو مستمر، كما أن وجود الجيوش يعني تشجيع حالة التنافس المحموم بين الدول من أجل التسلح والاستقواء.
أما برتراند راسل، فقد كان يحلم بوضع حدّ للحروب ولطاقة العدوان المتأصلة في البشر على طريقة فرويد. فبالنسبة لراسل فإن الحرب والمقاتلة غريزة متجذرة في الحياة البشرية، حيث “يميل الإنسان غريزياً إلى تقسيم البشرية إلى قسمين: أصدقاء وأعداء”، فينخرط في علاقات انتمائية مع الأصدقاء، وفي حرب مستمرة مع الأعداء. إلا أن المحيّر في هذه الظاهرة أن البشر يحتاجون إلى العدو باستمرار من أجل تأمين وحدتهم الداخلية؛ لأن “العدو المشترك الخارجي يعمل باستمرار على وحدة من يناوئه”. هذا يعني أن تحقيق وحدة الجماعة مرهون بوجود عدو مشترك. ويمكن أن تنتفي الحاجة إلى العدو، وذلك في حال أدرك البشر أن بينهم جميعاً قواسم مشتركة، وأنهم يلتقون في هويتهم الإنسانية المشتركة، إلا أن هذا الإدراك الذي سيتسبب في اختفاء العدو، سيتسبب، كذلك، في انتفاء الحاجة إلى الروابط التي تؤمن وحدة الهوية الإنسانية المشتركة، حيث سيؤدي اختفاء العدو (الآخر البغيض) من الوجود إلى انتفاء الحاجة إلى الصديق ووحدة الجماعة. يقول راسل: “إن هذه الظاهرة تجعل من الصعب على المرء أن يتخيل وسائل لجعل العالم وحدة متقاربة. فإذا أصبح العالم بأسره دولة واحدة، انتفى وجود العدو الخارجي الذي يؤدي الخوف من وجوده إلى زيادة روابط أفراد الدولة”.
وما كان يشغل راسل في هذا الاختفاء هو أن اختفاء العدو سيعني انتفاء الحاجة إلى الحرب، في حين أن الحرب “غريزة إنسانية موروثة”، ينبغي التفكير في منافذ أخرى لإشباعها في حال انتفت الحاجة إلى الحروب. ويعتقد راسل أن “بالإمكان التعويض عن غريزة المقاتلة بقراءة قصص المخاطرات وما شابهها”. والحق أن “الدولة العالمية” لن تكون مضطرة للبحث عن منافذ ملائمة لإشباع هذه الغريزة؛ لا لأن قراءة المخاطرات “قد لا تلائم الكثيرين” كما يقول راسل، بل لأن البشر لن يكفّوا عن الحرب والمقاتلة والمنافسة مع آخرين يخترعون عداوتهم اختراعاً.
وحتى حين يدرك البشر إنسانيتهم المشتركة ويكوّنون “دولتهم العالمية”، فإنهم لن يضطروا للبحث عن أعدائهم من بين الحيوانات أو المخلوقات الفضائية التي ستأتينا من عوالم أخرى، بل سيعمدون إلى اختراع عدوهم من بني جلدتهم وضمن محيط “دولتهم العالمية”، ولن يكون عصياً عليهم أن يطردوا مجموعات كبيرة من بني البشر خارج إطار هذه الإنسانية المشتركة بحجة أنهم “برابرة” أو “همج رعاع” أو “بهائم هائمة” أو “أعراق منحطّة”! عرف تاريخ البشرية حضارات وأديان عالمية كثيرة سبق لها أن طوّرت أفكاراً جنينية أو ناضجة حول “الأخوة الإنسانية” وحقوق الإنسانية المشتركة، إلا أن هذا لم يكن كافياً لكبح غريزة البشر الشريرة في الحرب والعنف والعدوان ضد الآخرين، مرة بحجة أنهم ينتمون إلى حضارات بدائية “متخلفة”، وأخرى بحجة أنهم ينتمون إلى أديان باطلة ومهرطقة ومزيّفة.
قد تكون البدائل التي يقترحها كانط ونيتشه وراسل وحتى فرويد بدائل طوباوية، إلا أن من حقنا أن نؤمن أن الحروب ليست قدرنا، وأن الخروج من هذه الدوّامة الشريرة أمر ممكن، وأن العيش في عالم أفضل مازال خياراً متاحاً أمامنا بالرغم من صعوبته والمعوقات الكأداء التي تقف في طريقه. وتأتي هذه المناظرة التي تفضلت منشورات تكوين ودار الرافدين بترجمتها وتقديمها إلى القارئ العربي كواحدة من هذه الخطوات الصغيرة التي تخطوها البشرية على هذا الطريق الطويل باتجاه عالم أفضل يليق بنا كبشر. إنها أشبه بـ”طاحونة تعمل ببطء شديد حتى أن الأشخاص من الممكن أن يتضوروا جوعًا قبل أن يحصلوا على دقيقهم” بتعبير فرويد.
*الدكتور نادر كاظم كاتب وناقد ثقافي بحريني وأستاذ الدراسات الثقافية بجامعة البحرين. صدرت له عدة كتب في النقد الثقافي والفكر الحديث وقراءة التاريخ آخرها“لماذا نكره” و”المقامات والتلقي”، “تمثيلات الآخر”، “الهوية والسرد”، “طبائع الاستملاك“، “استعمالات الذاكرة”، “إنقاذ الأمل”، “كراهيات منفلتة” و”خارج الجماعة”. رابط لمؤلفات الدكتور نادر كاظم:https://www.goodreads.com/author/show/3158160._