الخان: كان امتحانا صعباً اجتزناه بنجاح وردة فعل الجمهور الهنغاري فاقت التوقعات
مقتطف:
لاسلو توث: “قليل من المؤلفين على مستوى العالم يستطيعون دمج
التراث الموسيقى وتقديمه بروح عالمية يستطيع تلقيها أي مستمع بأي مكان من العالم”
بيج (هنغاريا) – محمد فاضل العبيدلي: استقبل الجمهور الهنغاري وضيوف مهرجان التلال السبع للسينما في مدينة بيج في هنغاريا (المجر) بحفاوة بالغة مقطوعات ألبوم “العودة” للمايسترو وحيد الخان في الحفل الذي أقيم بمركز “كوداي” في مدينة بيج جنوب هنغاريا ضمن فعاليات مهرجان التلال السبع للسينما.
وصفق الجمهور طويلاً وبحرارة للمقطوعات التي عزفتها أوركسترا “بانون السيمفونية بقيادة المايسترو الهنغاري تيبور بوغاني في الحفل الخاص “روح البحرين” المكرس للتدشين الأول للألبوم الذي يضم 10 مقطوعات قام الخان بتأليفها في الفترة من 2010– 2016 واستغرق إعدادها عامين.
وعزفت الأوركسترا في الحفل الذي حضره رئيس مركز عيسى الثقافي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة وسفير مملكة البحرين في جمهورية المانيا عبدالله عبداللطيف وسفراء السعودية والإمارات والجزائر واليمن في بودابست، مقطوعات الألبوم العشر على دفعتين واختتمت الحفل بأغنية بحرينية هنغارية مشتركة قام بإعداد موسيقاتها للأوركسترا المايسترو الخان وأداها الفنان البحريني عبدالله العاني بمصاحبة الفنانتين الهنغاريتين يوتسينا رودوتسي وفيفيان جراف.
وقال مدير مهرجان التلال السبع السينمائي لاسلو توث للمدونة ان استقبال الجمهور الهنغاري لموسيقى الخان كان “إستثنائياً وغير متوقع”.
وأضاف توث “كنت قلقاً للغاية قبل الحفل حيال ردة فعل الجمهور وكنت أتساءل عن الكيفية التي سيستقبل بها موسيقى بحرينية (..) لم نكن نعرف ما الذي كنا سنسمع هل هي موسيقى أوركسترالية أم موسيقى بحرينية (..) لقد أبلغني المسؤولون في مركز [كوداي] قبل الحفل ان الجمهور صعب وان لم تعجبه الموسيقى سيغادر المكان بكل بساطة”.
وتابع “لكن ما رأيناه هو ردة فعل استثنائية من جمهور لا يجامل (..) كانوا يصفقون طويلاً بعد كل مقطوعة وكان يطيلون في التصفيق الحار تحية للمؤلف والأوركسترا (..) هذه ردة فعل إستثنائية لجمهور لا يعرف المجاملة”.
وختم قائلاً “كانت موسيقى عالمية تلقاها الجميع بنفس الإحساس (..) هناك قليل من المؤلفين على مستوى العالم يستطيعون دمج التراث الموسيقى وتقديمه بروح عالمية يستطيع تلقيها أي مستمع في أي مكان من العالم.. (..) أتمنى ان تطوف هذه الموسيقى في كل أوروبا”.
وكان الجمهور المختلط من الهنغاريين والأجانب من ضيوف مهرجان التلال السبع السينمائي الذي غصت به قاعة الاحتفالات الكبرى في مركز [كوداي] يصفق طويلا وبشكل منتظم بعد كل مقطوعة من المقطوعات العشر وفي نهاية الحفل وطلب إعادة أغنية الختام البحرينية/ الهنغارية الفلكلورية.
وقال المايسترو وحيد الخان للمدونة بعد الحفل “كنت قلقا للغاية من الكيفية التي سيستقبل بها الجمهور هذه الموسيقى.. كنت أفكر في توجيه موسيقاي للعالم.. اعرف ان العالمية تبدأ باخص الخصوصية لكنني اردت ان اخاطب العالم عبر الذهاب اليه”.
وأضاف “قصدت ان أخاطب الأجانب بالموسيقى وقصدت أن يسمعني أجانب لا أعرفهم ولا يعرفونني لهذا كنت قلقاً كثيراً من ردة فعل الجمهور (..) لقد عرفت قيمة عملي من خلال ردة فعل الجمهور (..) كان إمتحانا صعباً واجتزناه بنجاح”.
وأضاف “لم أكن اتخيل ان يبادر الجمهور الى التصفيق المنتظم وكان هذا ذو دلالة لأن الجمهور هنا عادة يصفق بانتظام عندما تعجبه الموسيقى فقط أي ان هذا تصرف استثنائي من الجمهور”.
ومع نهاية الحفل، صعد رجل هنغاري الى المسرح وقام بمعانقة الفنان عبدالله العاني طويلا وانخرط في نوبة بكاء متأثرا بأداء العاني لمقطع من أغنية الختام الفلكلورية الهنغارية البحرينية مع الفنانتين الهنغاريتين.
وعن سبب بكائه اثناء معانقته للفنان العاني، قال الدكتور جابور روستاسالذي يرأس جمعية للعناية بالأطفال المعاقين للمدونة ان “أداء الفنان البحريني للأغنية الفلكلورية الهنغارية كان مؤثراً جداً ووجدت أن الاغنية الفلكلورية البحرينية المصاحبة قد أثارت مشاعري ايضاً (..) يبدو لي ان الفلكلور البحريني والهنغاري متشابهان (..) الأغنية اذا كانت أصيلة وتؤدى بشغف اعتقد انها ستكون طريقاً آخرا الى الله”.
وكان العاني قد أدى مطلع الاغنية الهنغارية الفلكلورية فيما أدت الفنانة الهنغارية يوتسينا رودوتسي مطلع الأغنية الشعبية البحرينية (البارحة نوم.. نوم الملا ما ياني) قبل ان يعود العاني الى أدائها بطبقة عالية.
ومن جهتها، قالت الدكتورة أندريا مولينار وهي محامية هنغارية للمدونة بعد الحفل “لقد أحببت المزج بين الفلكلور البحريني والأسلوب الأوركسترالي كما أن أداء الايقاعات البحرينية جاء منسجماً ومتناغماً مع الأوركسترا (..) اعتقد ان لدى البحرينيين والهنغاريين رسالة سلام مشتركة في عالمنا المضطرب”.
وأضافت “أحببت الأغنية الختامية التي مزجت التراث البحريني والتراث الهنغاري (..) عندما سمعتها شعرت أيضا بأن تراثكم يسكنني فلقد كانت مؤثرة جداً (..) اذا سئلت يوم القيامة عن أجمل ذكرياتي في الحياة فسأقول حتما انها هذه الدقائق التي كنت أستمع فيها بشغف لهذه الأغنية”.
ويضم الألبوم الذي يصنف على انه من “موسيقى العالم”، عشر مقطوعات تضم أربعاً منها الحاناً فلكلورية بحرينية مثل “على الويل ويلاه يا السمسمة” و”يا نوخذاهم لا تصلب عليهم” واهزوجة العرس “مباركين عرس الاثنين” وايقاع “خطفة الشراع” إضافة الى السامرية الشعبية الخليجية “البوشية”.
ومن المقرر ان يتم تدشين الألبوم رسمياً في البحرين في 13 أكتوبر المقبل في حفل سيقام في مركز عيسى الثقافي.
والخان موسيقي بحريني درس الموسيقى في الكونسرفتوار في القاهرة ونال درجة البكالوريوس عام 1982 متخصصاً في آلة الأوبوا والبيانو وأنجز دراسات عليا في تخصص علوم موسيقى الشعوب. كما أسس وأدار في الفترة من 1986حتى 2003 المعهد الكلاسيكي للموسيقى في البحرين.