النووي الإسرائيلي واستراتيجية الردع بالظن Previous item كردم.. نداءات غامضة كتبت النص Next item قصة جيدة أكثر من اللازم...

النووي الإسرائيلي واستراتيجية الردع بالظن

د. مغازي البدراوي*

لم تُـثر قضية في الصراع العربي الإسرائيلي الغموض والجدل مثلما أثارت قضية السلاح النووي الإسرائيلي. هذه القضية التي تثور حولها العديد من التساؤلات، منها ما يتصل بحجم هذه القوة وأماكن وجودها، ومنها ما يتصل بمدي خطورتها وتأثيرها في الصراع العربي الإسرائيلي، وما يتصل بحق إسرائيل في امتلاك هذا السلاح دون غيرها من جيرانها العرب، وأيضا تساؤلات حول عدم التزام إسرائيل بالمعاهدات الدولية في مجال التسليح النووي وعدم انضمامها لهذه المعاهدات، وأيضا ما يتصل بالصمت الأمريكي التام عن هذه القضية في الوقت الذي تطارد فيه واشنطن العديد من الدول الأخرى بسبب امتلاكها لهذه الأسلحة. وقيل أن إسرائيل تتعمد الغموض حول سلاحها النووي حتى لا تحرج واشنطن في مطاردتها لدول أخرى تمتلك هذا السلاح أو تسعى لامتلاكه، ووصل حد الجدل والغموض في هذه القضية إلي درجة التشكيك في امتلاك إسرائيل لهذا السلاح من أصله[1].

قصة موردخاي فعنونو

وفي إطار هذا الجدل تأتي قضية المواطن الإسرائيلي من أصل مغربي “موردخاي فعنونو” لتطرح العديد من التساؤلات التي يصعب الإجابة عليها في ظل هذا الغموض الغريب حول قضية السلاح النووي الإسرائيلي. هذا الرجل الذي عمل في مفاعل “ديمونا” الذري منذ عام 1976، وترك عمله في المفاعل عام 1985 لأسباب مجهولة لم يُعلن عنها، إلا أنه من المعروف أنه لم يرتكب أية مخالفات قانونية، بدليل أنه لم يُعاقب وحصل علي مكافأة نهاية خدمة قدرها عشرة آلاف دولار.  ومن البديهي أن العمل في مفاعل نووي مثل “ديمونا” في إسرائيل لا يختلف كثيرا عن العمل في المخابرات وأجهزة الأمن السرية، بمعني أن الشخص الذي يعمل فيها مثل فعنونو لمدة عشرة أعوام سوف يظل بعد خروجه منها خاضعا للرقابة طيلة حياته لأنه يحمل أسرارا علي درجة كبيرة من الخطورة والأهمية. لكن فعنونو قرر بعد أشهر قليلة من تركه العمل، ولأسباب مجهولة تماما، أن يفضح إسرائيل ويكشف غموض سلاحها النووي، ولهذا سافر عام 1986 من إسرائيل إلي استراليا حاملا معه مجموعة من الوثائق والصور الغاية في السرية حول المفاعل النووي الإسرائيلي، واستطاع الخروج بها من المطار في إسرائيل بدون تفتيش ووصل إلى استراليا ليلتقي هناك بصحافي من كولومبيا اسمه “أوسكار جيريرو”، واتفق معه علي إعطاء الصور والوثائق لصحيفة “صنداي تايمز” في لندن لنشرها وفضح إسرائيل.  سافر  فعنونو معه جيريرو  إلى لندن حيث التقى مع رئيس تحرير صحيفة  “صنداي تايمز” واسمه “بيتر هونام” وأعطاه وبدون أي مقابل الوثائق والصور التي نشرتها الصنداي تايمز في أكتوبر عام 1986. سافر فعنونو بعد ذلك من لندن إلي إيطاليا ليلتقي هناك بمحض الصدفة مع فتاة تدعى “سدني” وهي عميلة لجهاز الموساد الإسرائيلي، وأُلقي القبض عليه وتم ترحيله إلي تل أبيب حيث وجهت إليه تهمة “إفشاء معلومات هامة”، وحُكم عليه بالسجن ثمانية عشرة عاما، وأفرج عنه في العشرين من أبريل 2004 بعد أن قضى مدة العقوبة كاملة.

رحلة غامضة

هذه باختصار شديد قصة موردخاي فعنونو كاشف أسرار النووي الإسرائيلي، والقصة في حد ذاتها مثيرة للجدل وتضع علامات استفهام كثيرة حول فعنونو و ما قام به وهو ما أثاره  بيتر هونام رئيس تحرير الصنداي تايمز الذي تسلم الوثائق من فعنونو ونشرها. لقد نشر هونام في عام 1999 كتاباً عن فعنونو يشير فيه إلى احتمال أن يكون فعنونو عميلا لجهاز الموساد الإسرائيلي. وعبر هونام في كتابه عن دهشته الشديدة من رحلة فعنونو من إسرائيل إلى استراليا وهو يحمل هذه الوثائق الهامة، ثم إلي لندن. ثم تعمده بعد ذلك تغيير طريق عودته والعودة عبر إيطاليا حيث كان الموساد في انتظاره هناك.

وطرح البعض تساؤلات كثيرة مثل، لماذا قرر فعنونو كشف هذه الأسرار وبهذه السرعة بعد خروجه من عمله في المفاعل بأيام قليلة، وكيف خرج بهذه الوثائق من مطارات إسرائيل، وإذا كان الموساد يراقبه منذ البداية بدليل أنه قبض عليه في إيطاليا بعد أيام قليلة من تسليمه الوثائق للصنداي تايمز؟ لماذا تركه يسلم الوثائق لبيتر هونام، ولماذا لم تضغط إسرائيل علي صحيفة صنداي تايمز لعدم نشر الوثائق، وهي الصحيفة المعروف عنها عدائها الشديد للعرب وتأييدها لسياسات إسرائيل؟ ولماذا وجهت لفعنونو تهمة إفشاء معلومات هامة ولم توجه إليه تهمة الخيانة أو العمالة لجهات أجنبية، ولماذا لم يُسّلم فعنونو الوثائق والمعلومات لمنظمة دولية متخصصة أو لجهة معادية لإسرائيل وهو مغربي الأصل، وكان في مقدوره اللجوء لأي دولة عربية مجاورة لإسرائيل بدلا من رحلته الطويلة عبر القارات؟ ولماذا بالتحديد فعنونو هذا الذي لا يعرف أحد شيئا عنه قبل القبض عليه، ولم يُعرف عنه من قبل عدائه وانتقاده لسياسات إسرائيل العدوانية؟، أسئلة كثيرة غامضة طرح بيتر هونام رئيس تحرير صنداي تايمز معظمها في كتابه عن فعنونو[2].

اعتناق المسيحية

وتأتي الوقائع بعد ذلك لتثير غرابة أكثر حول قصة فعنونو، حيث تقرر الجهات القضائية في إسرائيل في يونيو عام 1999 نشر التحقيقات التي أجريت مع فعنونو عام 1986، دون ان يعلم أحد أسباب هذا القرار الغريب غير المسبوق في القضاء الإسرائيلي في مثل هذه القضايا المتصلة بالأمن القومي.  ثم نسمع أن فعنونو أعلن داخل سجنه عام 2000 ترك ديانته اليهودية واعتناق المسيحية، وهذا أمر غير عادي وغير مسموح به وغاية في الخطورة داخل إسرائيل وفي المجتمعات اليهودية بشكل عام، لكن المفاجأة أن إسرائيل تعاملت مع هذا الأمر بشكل عادي تماما ولم تُعره أي اهتمام، وكل ما قالوه عنه أنه “غير سليم عقليا”. لكن هذا المجنون يعرف أسراراً غاية في الخطورة والأهمية فكيف يتم الإفراج عنه بعد هذه الوقائع بثلاثة أعوام، ويخرج فعنونو من سجنه في أبريل 2004 بعد ثمانية عشرة عاما من السجن وهو في كامل حيويته ونشاطه وكأنه لم يمضي في السجن أسبوعاً واحداً. أكثر من ذلك يخرج فعنونو ليتحدى إسرائيل علنا وعلي مرأى ومسمع من العالم كله، وفي حماية رجال الأمن الإسرائيليين، ويُعلن على شاشات التليفزيون الإسرائيلي أن لدى إسرائيل سلاح نووي غاية في الخطورة وأنه سيواصل نضاله من أجل فضحها، ويتكلم بمنتهى القوة والثقة رغم سنوات السجن الطويلة في السجون الإسرائيلية.

ظروف ضد النووي

لقد زادت قضية فعنونو من حجم الغموض حول النووي الإسرائيلي، وربما يكون هذا هو الهدف الأساسي منها كما يُرجح البعض، الأمر الذي يجعلنا نناقش مسألة احتمال وجود السلاح النووي الإسرائيلي من عدمه، وإن كان البعض يري أن السلاح النووي الإسرائيلي موجود لكنه ليس بالحجم الكبير الذي يُقدره البعض بأكثر من ثلاثمائة رأس نووية. هذا يعني أن إسرائيل أصبحت مثل الصين، وهو الأمر الذي لا يقبله العقل والعلم لأن هذا الكم لا يتفق تماما مع حجم إسرائيل الجغرافي والسكاني، ولا طاقة لإمكانيات إسرائيل بصيانته ورعايته أمنياً، وهي الدولة التي يحيط أعداؤها بها من كل جانب، ويسكنها مئات الآلاف من العرب الفلسطينيين  اللذين يشكلون أكثر من ربع تعداد سكانها وتعتبرهم إسرائيل بشكل أو بأخر أعداء لها، وتعتبرهم أيضا قنابل موقوتة ممكن أن تنفجر في أي وقت وفي أي مكان في إسرائيل من خلال عمليات استشهادية تتوقعها إسرائيل من المقاومة الفلسطينية كل لحظة.

استعراض تاريخي

وإذا استعرضنا بإيجاز تاريخ النووي الإسرائيلي نجد الكثير مما يجعلنا نتشكك في امتلاك إسرائيل لهذه الكميات الهائلة من السلاح النووي، وربما يجعلنا الأمر نشك في وجود هذا السلاح من عدمه ضمن استراتيجية الأمن الإسرائيلية نظرا لأسباب وعوامل أمنية وطبيعية وسياسية عديدة.  لقد بدأت إسرائيل التفكير في استخدام التكنولوجيا الذرية منذ بداية تأسيسها عام 1949، وكان الهدف الرئيسي منها هو البحث العلمي و توفير الطاقة ومشاريع تحلية المياه، وكانت البداية العملية لإسرائيل في امتلاك التكنولوجيا النووية الحديثة عام 1952، حيث وقعت إسرائيل اتفاقا تعاون مع فرنسا في المجال النووي. وبعد أربعة أعوام أثمر هذا الاتفاق عن تأسيس مفاعل “ديمونا” في بئر سبع، والذي لم يعلن عنه إلا في عام 1960، ولم يبدأ إنتاجه إلا في عام 1964، وهو المفاعل الذي يدور حوله الجدل الكبير حتى الآن، والذي كان يعمل فيه موردخاي فعنونو.

وتؤكد كافة المصادر الفرنسية العلمية والسياسية أن هذا المفاعل كان مخصصاً منذ تأسيسه لأغراض سلمية تماماً، وأنه لا يصلح علي الإطلاق لإنتاج  البلوتنيوم القابل للانشطار والذي يستخدم لصناعة السلاح النووي، كما أن فرنسا أكدت أكثر من مرة أن العمر الافتراضي لمفاعل ديمونا لا يزيد بأي حال عن عشرين عاما، وأنه في عام 1985 لن يصبح صالحا للعمل، وتطويره سيحتاج نفقات هائلة أكثر من تكلفة بناء مفاعل جديد.

وفي عام 2000 طلب وزير الخارجية المصري عمرو موسى من شمعون بيريز أن يُسمح له بزيارة خاصة لمفاعل ديمونا للإطلاع علي أوضاعه، لكن شمعون بيريز رفض ذلك ورفضت الحكومة الإسرائيلية، وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن لسان بيريز قوله “ماذا يكون وضعنا لو ذهب موسى لديمونا ولم يجد شيئا[3].

ويظل الغموض الشديد يحيط بالنووي الإسرائيلي، وتظل الأسئلة تطرح نفسها، هل لدي إسرائيل سلاح نووي وأين هو، وما مدي حجمه، وما الهدف من ملكيتها له، وهل هي مستعدة بالفعل لاستخدامه ضد أعدائها إذا استلزم الأمر ذلك؟

المخابرات المصرية

جهاز الاستخبارات المصرية الذي مثلت اسرائيل منذ تأسيسه في الخمسينات بعد ثورة يوليو 1952 محور نشاطه وحتى الآن، شهد له الكثيرون بكفاءاته العالية وتأثيره الفعال ومنهم قيادات إسرائيلية مثل رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان اللذان اعترفا بكفاءة جهاز الاستخبارات المصرية في سنوات حرب الاستنزاف وفي حرب أكتوبر 1973. نعرض هنا لرأي شخصية مصرية هامة وهو ” أمين هويدى” وزير الحربية المصري الأسبق والرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات المصرية أثناء حرب الاستنزاف.

في مقاله في صحيفة الأهرام المصرية بتاريخ الثالث من أبريل عام 2001 تحت عنوان “القدرة النووية الإسرائيلية – الحقيقة والوهم” يقول أمين هويدي إن “النووي الإسرائيلي موضوع شائك، وتختلط فيه الأوهام مع الحقائق والخداع مع الواقع، وإسرائيل تتعمد الغموض حول قوتها النووية لأن معرفة الحقيقة تقضي علي استراتيجية الردع التي لا تحيد عنها وهي تعالج قضاياها الصعبة التي لا حل لها، ويجب علينا نحن العرب أن نرفض التنازل عن حقوقنا الشرعية تحت وهم امتلاك إسرائيل القدرة النووية، وذلك حتى لا نخضع لأكبر خدعة عالمية تنفذها إسرائيل بمهارة علي المسرح العالمي”.

ويضيف هويدي : “إن إسرائيل لا تنفي ولا تؤكد امتلاكها للسلاح النووي، وهي تتبع في ذلك سياسة الردع بالظن، وهذا يجعلنا نتساءل، هل تملك إسرائيل بالفعل القدرة النووية أو تسعي لامتلاكها، وهل لا تملك إسرائيل هذه القدرة وتستخدم مع العرب فقط سياسة الردع بالظن؟”.  ويخلص للقول: “أنا عن نفسي أشك دائما فيما يردده معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن حول قوة إسرائيل النووية، وربما يشارك هذا المعهد وغيره بعلم أو بدون علم في حملة التضليل الإسرائيلية حول قوتها النووية “. لا يقطع هويدي بإجابة محددة علي هذه التساؤلات بل يقول: “ربما تملك إسرائيل بعض السلاح النووي، وربما لا تملك هذا السلاح من أصله وتلعب بأعصاب العرب مستخدمة في ذلك أسلوب الردع الكاذب بالظن”.

التعامل مع احتمالين

حديث أمين هويدي رئيس الاستخبارات المصرية ووزير الحربية المصري في زمن الحرب مع إسرائيل لا يطرح فكرة التعامل مع القوة النووية الإسرائيلية بقدر ما يطرح الشك في وجود هذه القوة من عدمه. ولو كان لدى جهاز الاستخبارات المصرية معلومات مؤكدة حول وجود سلاح نووي إسرائيلي لأخذ حديث هويدي شكلاً أخراً تماماً. والواقع العملي لا يُشكك في قدرة جهاز الاستخبارات المصرية بمعرفة أدق الأسرار داخل إسرائيل، وهو الجهاز الذي كان يعمل فقط على إسرائيل لسنوات طويلة وبكفاءة عالية ومشهود بها حتى من إسرائيل نفسها، كما أنه كان يتعاون في ذلك مع أجهزة استخبارات عالمية قوية مثل جهاز “كي جي بي” السوفييتي الذي قالت عنه رئيسة الحكومة البريطانية مارجريت تاتشر أن التاريخ لم يشهد جهاز استخبارات مثله.

نخلص من هذا كله إلي احتمالين لا يقل كل منهما أهمية عن الأخرى، وهما احتمال وجود السلاح النووي الإسرائيلي وأيضا احتمال عدم وجوده من أصله، والاحتمالين يجب التعامل معهما بنفس المستوي من الجدية والموضوعية، إذ يجب علي العرب أن يتعاملوا مع احتمال وجود النووي الإسرائيلي لا بهدف الخوف منه والخضوع له بل بهدف السعي الجاد لبناء قوة نووية عربية رادعة في زمن أصبحت فيه معظم الدول تسعي لامتلاك هذه القوة بينما العرب فقط هم اللذين يخضعون ويتنازلون عنها. ويجب علي العرب التعامل أيضا مع احتمال عدم وجود هذه القوة النووية الإسرائيلية حتى لا يقعوا فريسة لأكاذيب وخدع إسرائيل التي تستخدم استراتيجية الردع بالظن والتخويف والتهويل لقوتها حتى لا يفكر العرب يوما ما في الدخول في حرب معها، وقد سبق أن استخدمت إسرائيل هذه الاستراتيجية الخادعة في التهويل من حجم وقوة خط بارليف، وقالوا أنه أكبر مانع عسكري في تاريخ الحروب في العالم، ورغم هذا اجتازت القوات المصرية مانع قناة السويس واقتحمت خط بارليف في حرب أكتوبر 1973 وحطمته في ست ساعات.

 

الدكتور مغازي البدراوي خبير في القانون الدولي ومتخصص في شؤون روسيا وآسيا الوسطى. من اهم مؤلفاته “السلاح النووي الاسرائيلي ونظرية الردع بالظن” و”التوازن النووي والدرع الصاروخي”، “روسيا وايران ، تعاون ام تحالف”. كما قام بترجمة عدد من الكتب من الروسية الى العربية اهمها “رهائن الكريملين” و”الأب الروحي للكريملين” و”ملفات المخابرات الروسية” و”الدبلوماسية السوفيتية والروسية”.

 

[1] انظر: “التسلح النووي الإسرائيلي بالشرق الأوسط”، كريمة غراض، مجلة فكر ونقد على الانترنت https://www.aljabriabed.net/n46_04karima.htm

[2] راجع: “إمرأة الموساد – قصة موردخاي فعنونو”، بيتر هونام. الرابط: https://archive.org/details/emraah_almousad

[3] راجع موسى لـ”بيريز” :”خذني إلى ديمونة”.. والآخر يرد :”هل أنت مجنون”، موقع دوت كوم مصر، 23 مايو 2015. http://www.dotmsr.com/news/196/295004/موسى-لـ-بيريز-خذني-إلى-ديمونة-والآخر-يرد-هل-أنت